أ مسا الخير ومبروك عليكم المنتدى ولو إنها متأخرة --أن تأتي متأخرا خير من أن تطنش وارجو أن تقبلوا مساهمتي خيبة من ألف خيبة وخيبة كتبتها في الكويت 2002
الخيبة الاول
حذاء الزعيم)
قالت شهرزاد لشهريار:يا ملك البر والسماء كان هناك زعيم عظيم لدولة عظيمة ذات شأن مرهوية لجانب ثابتة الاركان عالية البنيان وكان الزعيم يسهر على راحة شعبه ورعيته مكان يقوم الليل ويتفرغ في النهار لهموم شعبه ومرة وفي جولة اعتيادية كان الزعيم يسير بصحبة حاشيته في السوق الكبير واذ بالمؤذن يدعو للصلاة فيتجاهل الزعيم الآذان وهمّ بالانصراف لكن كبير وزرائه غمزه وقال له:يا مولاي وسيدي هل تريد ان تقول الرعية ان الزعيم كان بقرب المسجد وقت الصلاة ولم يشمر؟
اتريد ان تتناولك الآلسن سداً بأنك لا تلتزم بفروض الايمان علماً بانك اتقى الاتقياء واطهر الناس واعرفهم بالله واوصلهم للرحم وانك خليفة رسول الله بعد موت الصحابة وامراء المؤمنين وأولياء الله الصالحين لكن الناس ياسيدي يأخذون بظاهر الامور ولا يدركون انه يتجاهلك هذه الفترة لانشغالك بأمور رعيتك وانه هناك حتماً امراً جللاً يدعوك له.
فقال الزعيم:كفاك ثرثرة ودعنا ندخل اذن ودخل الجميع للصلاة مشمرين فتوضؤوا جميعاً الا الزعيم فهو يا مولاي طاهر بالفطرة وخلعوا احذيتهم ودخلوا وبقى حارسان لحراسة الاحذية وخصوصاً حذاء الزعيم فهذا الحذاء يفوح برائحة الطهر من ورجلي الزعيم الطاهرتين.وركعوا وسجدوا لله متقدمين صفوف المصلين وانهى الامام صلاته على عجل وخرج مسرعاً وخرج المصلون من بيت الله افواجاً واسرع احدهم وانتعل حذاء لامعاً جديداً من بين الاحذية المزدحمة على الباب ورحل مسرعاً في غفلة من الحارسين.
وتثائبت شهرزاد وارادت الانصراف وقالت لشهريار:يا مولاي ان تكرمت اسمح لي بالانصراف فقال لها:لن تنصرفي قبل ان تكملي الحكاية فرضخت مرغمة وتابعت:لقد فرج الزعيم يامولاي وحوله الحاشية واراد ان ينتعل حذائه لكن يالهول ما رأى فلم يكن حذائه بين الاحذية.
ادرك ذلك بفطرة الزعيم وبعد نظره رغم ازدحام الاحذية كيف وحذائه مميز عن كل الاحذية أليس حذاء زعيم؟؟لقد ترك مكانه حذاء بال تنبعث منه رائحة كريهة نتنة.
اين الحذاء ؟اين الحذاء؟
اين حذاء الزعيم؟؟وتعالت الاصوات في كل مكان برتم واحد اين حذاء الزعيم؟ لقد سرق حذاء الزعيم من الارهابي الذي سرق الحذاء؟وعمّ الحزان في البلاد ونكست الاعلام واعلنت حالة الطوارئ وانشأ مجلس عرفي دعت البلاد حالة من الفوضى لم تعهدها من قبل لقد قوض الحذاء حالة الاستقرار والامن اللتين عمتا البلاد لسنوات طويلة طوال فترة حكم الزعيم المديدة اطال الله بقائه وسدد خطاه عافية من خير للأمة.
لقد أصبح الحذاء هو الشغل الشاغل للناس واصبح أئمة الجوامع يدعون على المنابر ان يمن الله على الزعيم بالصبر والسلوان وان يرزقه بدل الحذاء ألفي زوج وأكثر وان يقتص الله من الجاني الآثم بأشد انواع العذاب بجهنم وبئس المصير وان يبقى حافياً طول عمره الى ما هناك من ادعية.وفي هذه الاثناء كان كبير المستشارين والوزراء والزعيم على رأسهم يتناقشون في خط لكشف السارق الجاني والارهابي الذي سولت له نفسه ارتكاب اعظم العظائم.وكانت تنطوي فصول الخطة الجهنمية على ارسال الحذاء البديل الذي تفوح منه رائحة الارهاب والاجرام الى كل ارجاء الدولة العظيمة ويجربه جميع الرجال وان اقتضت الضرورة النساء ايضاً ومن كان مقاس قدمه يطابق مقاس الحذاء يعتقل ويرسل الى العاصمة للتحقيق معه.
وتابعت شهرزاد روايتها قائل
وارسل الحذاء يامولاي الى مقاطعات الدولة كافة وطاف في المدن والقرى جميعها من اقصاها الى اقصاها وكم كانت هناك مواقف طريفة واخرى حزينة فبعض الفتيات طنن ان حكايا سندريلا تقاد فصولها الان فتدافعت لتجريب الحذاء علهن ينلن حضوة سندريلا عند الزعيم وبعد مضي اشهر انتهت المهمة على اكمل وجه فقد طاف الحذاء على كل ارجاء الدولة وعاد الى العاصمة برفقة أكثر من خمسين الف رجل وامرأة تطابقت مقاسات اقدامهم مع الحذاء المشؤوم.وبدات الخطوة الثانية من الخطة للوصول الى المجرم الحقيقي بين كل هؤلاء المجرمين وبعد تحقيق وتمحيص دقيقين وصولات وجولات في السجون والمعتقلات دخل كبير المستشارين على الزعيم في خلوته وقال له ابشر يا مولاي فق عرفنا المجرم: ونهض الزعيم مسرعاً:اين هو؟ احضروه بسرعة فقال له كبير المستشارين:لا نستطيع يا مولاي فقط رافقني وستفاجئ ورافقه الزعيم الى الميدان الكبير امام القصر لكي يرى المجرم لكنه لم ير أحداً على النطع اين هو؟ فاشار كبير المستشارين بيده الى الجميع المحتشد وقال له:هؤلاء يا مولاي هم من سرقوا الحذاء.فنظر بدهشة الى جمع كبير محاط بالجنود أشباه عراة واجسادهم تسيل منها الدماء ثم كرر سؤاله اين المجرم؟فقال كبير المستشارين:هؤلاء يا مولاي المجرمون الذين سرقوا الحذاء فقد اعترفوا جميعاً بالمؤامرة الدنيئة للنيل من حذاء سيادتكم وانهم هرّبوا الحذاء خارج البلاد لعملاء مخابرات اجنبية.
فقال الزعيم:وكيف عرفتم؟
فأجاب:ان اقدامهم كانت تطابق مقاس الحذاء البديل الذي تفوح منه رائحة المؤامرة لكن يا مولاي لسبب نجهله بعد التحقيق معهم تتطابق اقدامهم مع الحذاء فلقد استطالت قليلاً وبالمناسبة يا مولاي هناك آياد خفية في الخارج لها علاقة فيما حدث
فقال الزعيم:اذا فليطبق عليهم الحد ليكونوا عبرة لمن اعتبر ولكل من تسوله نفسه المساس بشخصنا وهيبتنا ولتكن مناسبة سانحة للقضاء على اعدائنا في الداخل والخارج عندئذ ادرك شهرزاد الصباح وانقطعت عن الكلام المباح.
موضوع: قصة قصير ة 
الإثنين مارس 02, 2009 12:46 am
